يقع كاسكيد يريفان في العاصمة الأرمنية يريفان، وتم بناؤه باستخدام حجر الترافرتين الأبيض المتوفر بكميات كبيرة تكفي لمثل هذا البناء الضخم. يقع الكاسكيد في الجزء الشمالي من مركز المدينة، بالقرب من دار الأوبرا و”ماتنادران”. يُعتبر هذا المبنى إرثًا معماريًا من فترة الحكم السوفيتي في أرمينيا، ويربط مركز المدينة بحديقة النصر التي تخلد ذكرى انتصار الجيش السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. توجد ساحة على قمة تلة تطل على وادي أرارات ووسط مدينة يريفان. تحتوي الحديقة على تمثال “الأم أرمينيا” الذي يضم متحفًا عسكريًا مكرسًا لتاريخ الحرب العالمية الثانية وصراع ناغورنو كاراباخ. يتكون الكاسكيد من 5 مصاطب متصلة بـ 572 درجًا. يبلغ ارتفاع المبنى 302 مترًا (باستثناء نصب الذكرى الأربعين لأرمينيا السوفيتية)، وعرضه 50 مترًا، وتبلغ مساحته الإجمالية 13 هكتارًا بزاوية ميل 15 درجة. تُسمى المنصة العلوية بـ “التراس التذكاري”، وتضم نصب الذكرى الأربعين لأرمينيا السوفيتية بارتفاع 118 مترًا. تتكون المصطبة من منطقة محاطة بـ 15 عمودًا تعكس التراث التاريخي لأرمينيا. كل طابق وقطاع من السلالم الخارجية هو عمل فني فريد. يحتوي الجزء الداخلي من المبنى على مصاعد وسلالم متحركة تربط جميع المنصات من القاعدة إلى القمة. تمتد هذه المنطقة المعمارية كمتنزه مفتوح للفن الحديث، محاطة بمساحات خضراء.
يحتوي المبنى على مركز “كفيسجيان للفنون” مع قاعات عرض تُعقد فيها معارض دائمة ومؤقتة. تأسس المتحف في عام 2009 ويستمتع بشعبية كبيرة في يريفان. يضم المتحف العديد من المعارض، من أبرزها “غاليري وان” (الذي يعرض أعمال فنانين زجاجيين مثل إيفان ماريس، وجارومير ريبك، وبافل ترنكا، وجون كون، وهرب بابكوك، ويان زوريتشاك، وبرتل فالين)، و”غاليري خانجيان”، و”غاليري إيغل” (الذي يحتوي على أعمال من مجموعات مؤرخي الفن بوجوس هايتايان، والفنان روبرت إليبكيان، والمعماري أوشين يغيازاريان)، و”غاليري حديقة ساسونتسي دافيت” (الذي يشمل قطع زجاجية لفنانين أوروبيين بارزين مثل ستانيسلاف ليبينسكي وياروسلافا بريختوفا)، بالإضافة إلى “حديقة إيغل” و”غاليري سواروفسكي”. يضم المتحف أكثر من 500 عمل فني من مجموعة مؤسس المتحف جيرارد كافيسجيان، بالإضافة إلى أعمال فنانين عالميين مثل فرناندو بوتيرو، وأرشيل غوركي، ولين تشادويك، وجاوم بليسا، وباري فلاناغان.
خارج المبنى، توجد حديقة تحتوي على أعمال نحتية لفنانين مشهورين عالميًا مثل لين تشادويك (النحات البريطاني)، وباري فلاناغان (النحات الويلزي)، وستانيسلاف ليبينسكي وياروسلافا بريختوفا (الثنائي التشيكي)، وبول كوكس (النحات الإنجليزي)، وجاوم بليسا (الفنان والنحات الإسباني الكتالوني)، وفرناندو بوتيرو (الفنان الكولومبي).
يحتوي الكاسكيد أيضًا على تمثال مخصص لألكسندر تامانيان، المهندس المعماري البارز في يريفان، والذي أنشأه أرتاشيس هوفسيبيان في عام 1974. يُظهر التمثال تامانيان منحنيًا فوق لوح ضخم مستند على حجرين صغيرين، يرمز اليسار إلى الهندسة المعمارية القديمة واليمين إلى فترة جديدة من العمارة، مما يجسد دور تامانيان في بناء يريفان الحديثة.
يستضيف مركز كفيسجيان للفنون بانتظام فعاليات متنوعة، بما في ذلك محاضرات، وعروض أفلام، وحفلات موسيقية، وبرامج تعليمية لجميع الأعمار، ويزور المركز أكثر من مليون شخص سنويًا.
يُعتبر الكاسكيد مكانًا شائعًا للاجتماعات والترفيه على مدار العام، ويضم العديد من المقاهي والمطاعم على جانبي الكاسكيد، التي يرتادها السكان المحليون والسياح. تُقام حفلات موسيقية كلاسيكية وجاز في الكاسكيد خلال فصلي الربيع والصيف وأوائل الخريف، حيث يجلس المشاهدون على الدرجات للاستمتاع بالعروض.
التاريخ:
تم اقتراح فكرة إنشاء شلالات متدرجة وحدائق في يريفان لأول مرة بواسطة المهندس المعماري ألكسندر تامانيان في العشرينيات، ولكن لم يُنفذ المشروع خلال حياته. في عام 1970، تم العودة إلى فكرة بناء الكاسكيد بواسطة المعماري الرئيسي للمدينة جيم توروسيان، بالإضافة إلى سارغيس غورزادان وأسلان مخيتاريان، بدعم من الحكومة السوفيتية. بدأت الأعمال في الثمانينيات، لكنها توقفت بسبب عدة أحداث مثل الألعاب الأولمبية عام 1980 في موسكو، والزلازل في عام 1988، وانهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
في عام 2002، قررت حكومة جمهورية أرمينيا إعادة بناء الأجزاء الموجودة من الكاسكيد وإكمال الأقسام غير المكتملة. تولى هذا المشروع مؤسسة متحف كفيسجيان بالتعاون مع المهندس المعماري ديفيد هدسون، وتم افتتاح المركز الفني في عام 2009. قدم جيرارد كفيسجيان، المحسن الرئيسي للمشروع، تبرعات بقيمة 128 مليون دولار لترميم المبنى. يُخطط لإنشاء متحف زجاجي كبير في المستوى العلوي وسينماتين، أحدهما داخل المتحف، ولكن هذا الجزء لا يزال قيد التنفيذ.
تحول الكاسكيد بفضل هذه التغييرات والترميمات إلى أحد أكثر الأماكن جذبًا وزيارة في يريفان، حيث يقدم مناظر رائعة ويعد مثالًا رائعًا على العمارة.