ديليجان هي مدينة ومنتجع صحي تقع في بلدية ديليجان بمحافظة تافوش في أرمينيا. تُعد المدينة من أهم المنتجعات في أرمينيا وتقع ضمن متنزه ديليجان الوطني. المدينة محاطة بالغابات وتشتهر بأنها موطن للعديد من الفنانين والموسيقيين وصانعي الأفلام الأرمنيين. يُشار إليها غالبًا باسم “سويسرا الصغيرة” من قبل السكان المحليين.
الجغرافيا والطبيعة:
تقع ديليجان على ضفاف نهر أغستيف بطول يزيد عن 20 كيلومترًا وعلى ارتفاع 1500 متر فوق مستوى سطح البحر. يحيط بالمدينة جبال القوقاز الصغرى من الشمال وممر سيميونوفكا الجبلي من الجنوب. تغطي الغابات الكثيفة حوالي 34,000 هكتار من المناطق الجبلية المحيطة، وتتحول هذه الغابات إلى مروج ألبية عند أعلى قمم الجبال. تتميز ديليجان بمناخ معتدل في الصيف وبارد مع تساقط الثلوج في الشتاء.
التاريخ:
في العصور القديمة والعصور الوسطى، كانت ديليجان تُعرف باسم هوفك وكانت جزءًا من مقاطعة فارازنونيك في أرمينيا الكبرى. خلال الحفريات التي أجريت في سبعينيات القرن التاسع عشر، تم العثور على العديد من القطع الأثرية التي تعود إلى العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي المبكر. في العصور الوسطى، كانت المنطقة معروفة بغاباتها وكانت مصيفًا مفضلًا لملوك الأرساسيد. تأسست مستوطنة بوجور ديلي في القرن الثالث عشر بالقرب من المنطقة الحالية لديليجان. بنيت أديرة هاغارتسين وغوشافانك بين القرنين العاشر والثالث عشر وكانت مراكز ثقافية وتعليمية.
التطور الحديث:
في عام 1501-1502، خضعت معظم الأراضي الأرمنية الشرقية بما في ذلك تافوش للحكم الصفوي الإيراني. في 1666، ذُكرت ديليجان لأول مرة في مذكرات الرحالة الفرنسي جان شاردان. أصبحت ديليجان جزءًا من الإمبراطورية الروسية في عام 1801 ونمت بشكل تدريجي. بحلول نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت ديليجان منتجعًا جبليًا معروفًا، وتم افتتاح العديد من المراكز الترفيهية والمسرح المفتوح المعروف باسم روتوندا في عام 1900.
الثقافة والاقتصاد:
ديليجان معروفة بمياهها المعدنية التي يتم تعبئتها ومعالجتها في مصنع ديليجان للمياه المعدنية. المدينة موطن للعديد من المؤسسات المالية والثقافية مثل المركز المالي والمصرفي الإقليمي، وكلية العالم المتحدة في ديليجان، ومتحف ديليجان للفنون التقليدية. تشتهر المدينة أيضًا بالحرف اليدوية مثل صناعة السجاد والنقش على الخشب.
ديليجان تستمر في جذب الزوار بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة ومناخها المعتدل وتراثها الثقافي الغني، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة في أرمينيا.