بحيرة سيفان
تعد بحيرة سيفان أكبر جسم مائي في أرمينيا ومنطقة القوقاز، وهي واحدة من أكبر البحيرات العذبة على ارتفاع عالٍ (ألبينية) في أوراسيا. تقع البحيرة في مقاطعة غغاركونيك على ارتفاع 1,900 متر (6,234 قدم) فوق مستوى سطح البحر. تبلغ مساحة حوضها الإجمالية حوالي 5,000 كيلومتر مربع (1,900 ميل مربع)، ما يشكل سُدس مساحة أرمينيا. تبلغ مساحة البحيرة نفسها 1,242 كيلومتر مربع (480 ميل مربع)، وحجمها 32.8 كيلومتر مكعب (7.9 ميل مكعب). يغذي البحيرة 28 نهرًا وجدولًا، حيث يتم تصريف 10% فقط من المياه القادمة عبر نهر هرازدان بينما يتبخر الباقي.
الأهمية الاقتصادية والثقافية والترفيهية:
تتمتع بحيرة سيفان بقيمة اقتصادية وثقافية وترفيهية كبيرة. تحتوي البحيرة على جزيرة رئيسية واحدة (التي أصبحت الآن شبه جزيرة) وتضم ديرًا يعود للعصور الوسطى.
في الحقبة السوفيتية، تم استغلال بحيرة سيفان بشكل مكثف لأغراض الري وتوليد الطاقة الكهرومائية، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه بمقدار 20 مترًا (66 قدم) وتقلص حجمها بأكثر من 40%. في وقت لاحق، تم بناء نفقين لتحويل المياه من الأنهار المرتفعة، مما أوقف انخفاض مستوى البحيرة وبدأ في الارتفاع مرة أخرى. قبل التدخل البشري، كانت البحيرة على ارتفاع 1,916 مترًا (6,286 قدم) فوق مستوى سطح البحر، بعمق 95 مترًا (312 قدم) ومساحة 1,416 كيلومتر مربع (547 ميل مربع)، وحجم 58.5 كيلومتر مكعب (14.0 ميل مكعب).
أصل التسمية:
في العصور الوسطى، كان اسم سيفان يشير فقط إلى الجزيرة (التي أصبحت الآن شبه جزيرة) والدير المبني عليها. في القرنين التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كانت المصادر الروسية والأوروبية تشير أحيانًا إلى البحيرة باسم “سيفانغا” أو “سيفانغ”. يعتقد أن الاسم “سيفان” يأتي من الكلمة الأوراتية “سيوينيا” التي تعني “بحيرة”. في الأدب الأرمني القديم، كان يُطلق على البحيرة اسم “بحر غيغام”، وتعرف البحيرة في الأدب الجورجي التاريخي باسم “غيلاكوني”.
الأهمية الثقافية:
تعد بحيرة سيفان واحدة من “البحار” الثلاثة العظيمة في أرمينيا التاريخية، إلى جانب بحيرة فان وبحيرة أورميا. تعتبر البحيرة “جوهرة” أرمينيا وكنزًا وطنيًا معترفًا به. وفقًا للقانون الأرميني لعام 2001، تُعرَّف البحيرة بأنها “نظام بيئي استراتيجي ذو قيمة بيئية واقتصادية واجتماعية وثقافية”.
التدخل البشري والتعافي:
بدأ مشروع لتحويل مياه نهر أرپا إلى البحيرة في عام 1964، وتم الانتهاء من النفق في عام 1981، مما ساعد على زيادة منسوب المياه. لاحقًا، تم بناء نفق آخر لتحويل مياه نهر فوروتان، مما زاد من تدفق المياه إلى البحيرة. نتيجة لذلك، بدأ مستوى المياه في البحيرة في الارتفاع منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
السياحة والشواطئ:
تتميز بحيرة سيفان بشواطئها الجميلة، وهي وجهة شهيرة للأرمن والسياح على حد سواء. توجد العديد من المنتجعات والفنادق على طول الشاطئ، مع مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية مثل السباحة والتزلج على الماء والتجديف. بالإضافة إلى الشواطئ، تعد منطقة البحيرة موطنًا للعديد من المعالم الثقافية والتاريخية مثل دير سيفانافانك على شبه الجزيرة.
تضم البحيرة أنواعًا عديدة من الأسماك، بما في ذلك سمك السلمون الأرمني (Salmo ischchan) الذي يعتبر نوعًا مستوطنًا. كما أنها موطن لمجموعة متنوعة من الطيور التي تتجاوز 200 نوع، بما في ذلك النورس الأرمني (Larus armenicus) الذي يتكاثر بكثافة في المنطقة.
بحيرة سيفان ليست مجرد جسم مائي، بل هي جزء أساسي من التراث الثقافي والبيئي لأرمينيا، وتلعب دورًا حيويًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.